منتدى الرضوان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الرضوان

.

حكمة اليوم

بخفض الجانب  تأنس  النفوس
وبسعة خلق المرء يطيب عيشه

ابتسامة اليوم

قيل لأحد البخلاء  : من أشجع الناس ؟ فقال: من سمع و قع أضراس الناس على طعامه و لم تنشق مرارته

المواضيع الأخيرة

» من أحكام الأضحية
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالسبت أكتوبر 12, 2013 6:48 pm من طرف أبو مشاري

» شخصيات من الحي
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 12:23 am من طرف زائر

» الشنقيطي يشرح بمسجد التنعيم
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 05, 2009 3:46 am من طرف ابو صبا

» منازل ايران قبل 700 سنة
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 04, 2009 6:18 am من طرف أبو مشاري

» رمضان شاهد لك او عليك
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالخميس سبتمبر 03, 2009 10:52 am من طرف أبو مشاري

» حياة القلوب
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالإثنين أغسطس 31, 2009 11:24 pm من طرف أبو مشاري

» اسئلة بدون مجاملة للواثقين فقط
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 26, 2009 1:58 am من طرف ابو صبا

» تحديد القبلة بالجوال .........راااااائع
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2009 8:45 am من طرف ابو صبا

» المصحف الشريف على شاشتك كأنك تلمسه
بيوتنا القديمة Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2009 8:26 am من طرف ابو صبا

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

غرائب الصور

أوقات الصلوات بمكة المكرمة

عداد زوار منتدى الأبناء


    بيوتنا القديمة

    أبو مشاري
    أبو مشاري
    عضو مهم
    عضو مهم


    عدد المساهمات : 216
    نقاط : 640
    تاريخ التسجيل : 17/04/2009

    بيوتنا القديمة Empty بيوتنا القديمة

    مُساهمة من طرف أبو مشاري الجمعة يونيو 19, 2009 6:51 pm

    بيوتنا القديمة

    كتبها / سعود الصاعدي

    لم نشمّ رائحة الدهان الملوّن بَعْدُ، ولم نبصر الجدر الناعمة، ولا سكنّا في ذلك الوقت البيوت الشاهقة، وإنما كانت بيوتنا صغيرةً رغرفةً فقط، ويقبع بجانبها على استحياء (المطبخ) مع فناء صغير ممتلئ بالحصباء والتربة الناعمة وفي أطرافه خزّان الماء (الحنفيّة).. هذا هو البيت الذي نقاوم به وهج الشمس ونتخذه ستراً عن الحرِّ والقرِّ..

    أما صاحب الثراء في ذلك الوقت فكان لا يزيد على جيرانه إلاَّ بغرفةٍ أخرى وصالة تدعى (السيب).. لكن الحياة كانت هانئة رغيدة على الرغم من ضيق البيوت لأنَّ الصدور مُتّسعة لحمل كل أبناء الحي برجاله ونسائه.

    أما الآن فربما تضيق القصور الباسقة بأصحابها الذين تضيق صدورهم فلا تتسع لمحبة الناس! ولعمر الله ماذا يريد المرء بقصره المتسع وهو يحمل نفسه الأنانية وصدره الضيّق ولا يحب سوى أهل بيته فقط؟!

    كانت حارتنا القديمة في الزمن الماضي مُتقشّفة من زخرف الحياة، قد جمع الفقر وقلة ذات اليد بين الجيران فهم يجتمعون في بيتٍ واحدٍ على مائدة الإفطار في رمضان، وعلى الموائد الأخرى في الأيام المتبقية في سائر العام! كلُّ ذلك لأنهم يعيشون في بساطةٍ من العيش لا يفصل الجار عن الجار إلاَّ بابٌ وجدار! حتى الأطفال كانوا يتقافزون فرحين من غرفة إلى غرفة ومن جدار إلى جدار!

    أما الآن فقد طالت الجدر وأوصدت الأبواب إيذاناً بأنَّ الدنيا قد نسجت نسيجها وأنَّ الحياة قد بدّلت طريقها وبأنَّ قلوب الناس لم تعد مشرعة الأبواب للحب والصفاء وللأخذ والعطاء.. بل صار كلُّ فرد يفكر متى يبني بيتاً يهرب فيه عن جيرانه ويتستر به عن أقرانه.. وصار كلُّ فرد يلهث خلف الحطام الزائل ليشيّد قصراً منيفاً يتسوَّر به عن الناس!

    بيوتنا القديمة كانت مسقّفة بالطين والأخشاب، والطينُ من طبيعته ينبت الزرع ويقبل الماء! أما قصورنا فسقوفها الحديد والإسمنت الجاف الذي لا ينبت فيه وردة ولا تشم منه إلا رائحة…! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم) [رواه البخاري].

    وهل يكون الهلاك إلا بالشتات والبعد والتباغض والتنافس على التطاول في البنيان من الحفاة العالة رعاء الشّاء!

    يقولون : إنَّ امرأة من البادية كانت تعيش في بيت متواضع وفجأة تغيّرت أحوالها وتبدّلت دنياها فسكنت القصر وتنفّست الهواء الطلق من الشرفة (البلكونة) وصارت تميس كالخيزران وتتثنّى نعومةً، وفي يوم من أيام نعومتها المفرطة أطلّت من الشرفة فرأت قطيعاً من الغنم.. فتذكرت حياتها القديمة ولكنها كابرت وجحدت؛ فقالت في زهوٍ وكِبْرٍ: "وش السوادين اللي على روسها عوادين!!" فكانت كالحمار الذي لبس جلد حصان ليغيّر نفسه ولكنّه نهق!! ولكنّها لا تستطيع تعديل اعوجاج لسانٍ ألف الحياة القديمة سنوات فقد دلّت عليها (السوادين) و(العوادين) والسوادين إنْ كنت أخي القارئ لا تعلم فتعني بها سواد الأغنام، والعوادين قرونها المعقوفة فوق رؤوسها. وصدق القائل :

    ما دام يصحب كلَّ شيءٍ صوتُهُ
    هيهات يخفي العَيْرَ جلدُ حصانِ !!

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 1:50 am