سلسلة حارتنا القديمة (الحلقة الثالثة عشرة)
زائران من المدينة
كتبها : سعود الصاعدي
قدما من المدينة يمتطيان صهوة (العراوي) ويحملان معهما بعض الهدايا التي تعوّد عليها القادمون من مكان بعيد! أتذكّر جيداً صورة وجهيهما وذلك (الوانيت) الذي أقبلا به إلى حارتنا في زيارةٍ لم أكن أدرك أنها زيارة طويلة.. وأنها ستدوم طويلاً إلى أجل غير مسمى.. ولم أكن أعلم ما الذي يهدف إليه هذان الشابان لأنني أبصرهما بعقل صبي لا يدرك أبعاد العلاقات.. ولا ما تخفيه تلك الزيارات.. لم أكن أعلم أن لهذين الشابين (حمامتين) قد وقعتا في شرك.. وأنهما صيادان ماهران ينثران الحَبَّ لاصطياد تلك (الحمامتين).
كان أحدهما (سالم النية) أبيض السريرة تلوح على شفتيه ابتسامةٌ معلّةٌ لا تكاد تغادر محيّاه.. وكان (الآخر) (حسن الخلق) دمث الطباع صاحب طرفة خاطفة.. هذان الشابان استقرا في حارتنا القديمة وكان لهما دورٌ بارزٌ فعّال في النهضة العمرانية التي تبدو جلية وواضحة في حيّنا الجديد.
استقرا هذان الشابان وحققا بغيتهما وتوسّعا في الحيّ.. أحدهما أخذ يوسّع رقعته في أعلى الحي .. والآخر يتمدد على استحياء في أسفل الحي..
وأنا لا زلت أحمل في ذاكرة الطفولة والشباب المبكر صوراً لا تنسى وذكريات عزيزة على نفسي .. ذلك أني كنت أحد أفراد اللاعبين في النادي الذي استلما فيه (أعني الشابين) قيادات إدارية.. وانصهرا مع أبناء الحي حتى أن أحدهم أقام مباراة نهائية تحمل (اسمه) والآخر شارك لاعباً في الفريق وكانت له مواهب مع المهاجمين محفوظة في أرشيف النادي.. وكان صاحب قدم إذا (غمز) بها الكرة مرّت من عند رؤوس اللاعبين لها أزيز كأزيز الطائرة!!
بعد مقدم هذين الشابين انتفض الحي وسرت في جسدة روح جديدة.. وتطلّع أهله إلى النزهات العائلية.. وبدأت السيارات تهرع غادية ورائحة تحمل في أحشائها الأسر العائلية وعرف أبناء الحي الطائف ولامسوا بأيديهم سحب الهدا.. واتخذوا تلك الصخرة المجوّفة في الهدا مصيفاً ومقيلاً وسموها باسم صاحبها الذي اكتشفها (صخرة حسن)!
ومن الطرائف أن أحد أبناء عم هذا الرجل وأصهاره (أعني بالرجل صاحب الصخرة) كان يزعم أنه قادم من نادي أحد الرياضي وأنه كان لاعباً ماهراً فيه فلما شاركنا في اللعب ورأيناه عن قُربٍ أدركنا لِمَ (أُحُد) يقبع في ذيل أندية الدرجة الأولى؟!!
أما الشاب الآخر (سالم السريرة) فكان وما زال يحمل في صدره قلباً مشرع الأبواب لكل أحد.. وهو رجلٌ معروف في الحي ببساطته وتواضعه الجمّ، ليس له عدو ظاهر.. ربّما لأنه لم يتخذ صديقاً ملاصقاً.. فهو في علاقاته مع الناس يمرُّ سريعاً كمن لا يمرّ.. وهي دبلوماسيّة جيّدة تحسب له لا عليه.
هذان الشابان أصبحا الآن من ركائز الحي ومن دعائمه البناءة في المشاريع الدعوية والثقافية ولهما رأيٌ ومشورة وهما عضوان فعّالان ومؤثران في مسيرة الحي وعلاقاته الخارجية بالأحياء الأخرى.. ولا سيما أنهما امتزجا الآن باللحم والدم وتمددت عروقهم في جسد الحي النابض بالحياة!.
زائران من المدينة
كتبها : سعود الصاعدي
قدما من المدينة يمتطيان صهوة (العراوي) ويحملان معهما بعض الهدايا التي تعوّد عليها القادمون من مكان بعيد! أتذكّر جيداً صورة وجهيهما وذلك (الوانيت) الذي أقبلا به إلى حارتنا في زيارةٍ لم أكن أدرك أنها زيارة طويلة.. وأنها ستدوم طويلاً إلى أجل غير مسمى.. ولم أكن أعلم ما الذي يهدف إليه هذان الشابان لأنني أبصرهما بعقل صبي لا يدرك أبعاد العلاقات.. ولا ما تخفيه تلك الزيارات.. لم أكن أعلم أن لهذين الشابين (حمامتين) قد وقعتا في شرك.. وأنهما صيادان ماهران ينثران الحَبَّ لاصطياد تلك (الحمامتين).
كان أحدهما (سالم النية) أبيض السريرة تلوح على شفتيه ابتسامةٌ معلّةٌ لا تكاد تغادر محيّاه.. وكان (الآخر) (حسن الخلق) دمث الطباع صاحب طرفة خاطفة.. هذان الشابان استقرا في حارتنا القديمة وكان لهما دورٌ بارزٌ فعّال في النهضة العمرانية التي تبدو جلية وواضحة في حيّنا الجديد.
استقرا هذان الشابان وحققا بغيتهما وتوسّعا في الحيّ.. أحدهما أخذ يوسّع رقعته في أعلى الحي .. والآخر يتمدد على استحياء في أسفل الحي..
وأنا لا زلت أحمل في ذاكرة الطفولة والشباب المبكر صوراً لا تنسى وذكريات عزيزة على نفسي .. ذلك أني كنت أحد أفراد اللاعبين في النادي الذي استلما فيه (أعني الشابين) قيادات إدارية.. وانصهرا مع أبناء الحي حتى أن أحدهم أقام مباراة نهائية تحمل (اسمه) والآخر شارك لاعباً في الفريق وكانت له مواهب مع المهاجمين محفوظة في أرشيف النادي.. وكان صاحب قدم إذا (غمز) بها الكرة مرّت من عند رؤوس اللاعبين لها أزيز كأزيز الطائرة!!
بعد مقدم هذين الشابين انتفض الحي وسرت في جسدة روح جديدة.. وتطلّع أهله إلى النزهات العائلية.. وبدأت السيارات تهرع غادية ورائحة تحمل في أحشائها الأسر العائلية وعرف أبناء الحي الطائف ولامسوا بأيديهم سحب الهدا.. واتخذوا تلك الصخرة المجوّفة في الهدا مصيفاً ومقيلاً وسموها باسم صاحبها الذي اكتشفها (صخرة حسن)!
ومن الطرائف أن أحد أبناء عم هذا الرجل وأصهاره (أعني بالرجل صاحب الصخرة) كان يزعم أنه قادم من نادي أحد الرياضي وأنه كان لاعباً ماهراً فيه فلما شاركنا في اللعب ورأيناه عن قُربٍ أدركنا لِمَ (أُحُد) يقبع في ذيل أندية الدرجة الأولى؟!!
أما الشاب الآخر (سالم السريرة) فكان وما زال يحمل في صدره قلباً مشرع الأبواب لكل أحد.. وهو رجلٌ معروف في الحي ببساطته وتواضعه الجمّ، ليس له عدو ظاهر.. ربّما لأنه لم يتخذ صديقاً ملاصقاً.. فهو في علاقاته مع الناس يمرُّ سريعاً كمن لا يمرّ.. وهي دبلوماسيّة جيّدة تحسب له لا عليه.
هذان الشابان أصبحا الآن من ركائز الحي ومن دعائمه البناءة في المشاريع الدعوية والثقافية ولهما رأيٌ ومشورة وهما عضوان فعّالان ومؤثران في مسيرة الحي وعلاقاته الخارجية بالأحياء الأخرى.. ولا سيما أنهما امتزجا الآن باللحم والدم وتمددت عروقهم في جسد الحي النابض بالحياة!.
السبت أكتوبر 12, 2013 6:48 pm من طرف أبو مشاري
» شخصيات من الحي
الأحد أبريل 10, 2011 12:23 am من طرف زائر
» الشنقيطي يشرح بمسجد التنعيم
الإثنين أكتوبر 05, 2009 3:46 am من طرف ابو صبا
» منازل ايران قبل 700 سنة
الجمعة سبتمبر 04, 2009 6:18 am من طرف أبو مشاري
» رمضان شاهد لك او عليك
الخميس سبتمبر 03, 2009 10:52 am من طرف أبو مشاري
» حياة القلوب
الإثنين أغسطس 31, 2009 11:24 pm من طرف أبو مشاري
» اسئلة بدون مجاملة للواثقين فقط
الأربعاء أغسطس 26, 2009 1:58 am من طرف ابو صبا
» تحديد القبلة بالجوال .........راااااائع
الأحد أغسطس 16, 2009 8:45 am من طرف ابو صبا
» المصحف الشريف على شاشتك كأنك تلمسه
الأحد أغسطس 16, 2009 8:26 am من طرف ابو صبا