مؤسس البشكات !
ومَنْ غير ذلك (الفتى) النحيل الذي يحمل فوق رأسه (طاقيةً) ذات شقوق هندسية، وتحت أنفه شاربٌ يلتفُّ على فمه كالثعبان الأسود؟! - أطلق منذ زمن سراح لحيته فقتلت الثعبان!. -وله عينان خاطفتان ترقبان مستقبل الشباب في (النادي) الذي كان في ذلك الوقت ملتقى الأصدقاء ومنطلق النزهات الشبابيّة؟!
لم يكن ذلك (الشاب) عنيف الطبع، ولا شرس المعاملة، ولكنه كان حازماً نشِطاً يحمل في صدره (قلباً) يعشق الاجتماع والألفة (ويحترق) عند التباعد والفرقة! ولذلك كان هو أول مَنْ أسس (الخروج من الحيّ) في زمرٍ وجماعات! وهذا ما يسمى لدينا (البشكة)، فقد كان الشباب في ذلك الوقت مولعين بها أشدَّ الولع! و(لفهد) – هذا الرجل القياديّ – دورٌ مؤثِّرٌ في ذلك العشق وذلك التجمع في النزهات البرية والبحرية.
حتى إني أتذكر بعض اللقاءات الحميميّة والأمسيات الليليّة والتي يربو عدد أفرادها على (الخمسين) وهي لقاءات باسم (النادي) ويحفّها الحب والوئام ويحمل أصحابها روح التعاون والمساعدة فيما بينهم، فكانوا إذا ألمّت بأحدهم مُلمَّةٌ؛ فزعوا إليه كالرجل الواحد، وإذا استبشر أحدهم استبشر معه الجميع، وربما أقاموا له حفل ابتهاج وتكريم وما أكثر ما أقيمت أمثال هذه الحفلات المباركة والتي تدل على التكاتف والتعاون.
و(فهد) له قصب سبقٍ وقدمُ صدقٍ في هذا المضمار؛ فهو لا يملُّ من اللهاث خلف كل ما يدعو إلى الصفاء والمحبة!
.. وهو رئيس النادي وعمدة الشباب في ذلك الوقت يأمر فيطاع ومَنْ عصى أمره أذاقه (كمخانه)! ولا سيما صغار السن من أمثالي في تلك الحقبة الزمنية.. حيث كان (فهد) يعني لنا أباً وشمّاعةً نعلّق عليها الأعذار عند رجوعنا في ساعة متأخرة من الليل. والعجيب أنَّ آباءنا يطمئنون إليه ويثقون به ثقة كاملة وهو أهل لها.
أذكر أنّ أحد الشباب كان إذا رجع إلى منزله متأخراً قال لأبيه: كنت مع (فهد) و(مريزيق)!! فيهدأ الأب وتنتهي المشكلة!
.. (وفهد ومريزيق) وجهان لعملة واحدة: تُصْرَفُ في النادي وفي الجلسات الليليّة والتنزهات البريّة ! وقد اشتهر أحدهما (بالكمخان) والآخر (بالقرصة)! أعاذنا الله وإياكم من العاقبتين!
.. والحديث هنا عن فهد القائد المحنّك، والحكم العادل الذي إذا التقم الصافرة في مبارة كرة قدم أنصت له الجميع، واستمتع بقراراته الصارمة الجمهور واللاعبون!
.. في ذلك الزمن المشحون (بالكرة) الممتلئ (بالرياضة) كان فهد يعني لنا كلَّ شيء، القائد، والحكم، والمربي، والموجّه، والآن وفي هذا الزمن الذي كبر فيه الصبية، وتعددت اللقاءات، وكثرت زمر الشباب.. لم يعد (فهد) سوى شاب، مكتهل العمر، يجلس على عتبةٍ يراقب القوافل المتجهة إلى البر وينظر إلى حصاده الذي لم يجنِ منه إلا السهر والتعب!
.. فهد شمعةُ الشباب المحترقة، لم يبقَ منه سوى فتيلة منطفئة تشتعل حيناً، وتبرد في أكثر الأحيان!
لم يعد ذلك النشِط الذي إذا انتفض اهتز معه كلُّ شاب يحب الاجتماع والألفة، ولا ذلك المخيف الذي إذا غضب قوّس إصبعه الوسطى كمخلب الصقر! - هذا هو الكمخان الذي أشتهر به!-.
.. ( فهد ) أسطورةٌ قديمة نتغنّى بها إذا امتلأنا حنيناً إلى الماضي، وننساها في غمرة أفراح الحاضر وتطلّعات المستقبل!
.. لم يتبقَّ من (فهد) المؤسس الأول للبشكات في حارتنا القديمة سوى أطلالٍ على هيكل إنسان وذكريات قديمة تملأ القلب بهجة!.. لم يعد فهد سوى حلقة واحدة فقط من حارتنا القديمة!.
ومَنْ غير ذلك (الفتى) النحيل الذي يحمل فوق رأسه (طاقيةً) ذات شقوق هندسية، وتحت أنفه شاربٌ يلتفُّ على فمه كالثعبان الأسود؟! - أطلق منذ زمن سراح لحيته فقتلت الثعبان!. -وله عينان خاطفتان ترقبان مستقبل الشباب في (النادي) الذي كان في ذلك الوقت ملتقى الأصدقاء ومنطلق النزهات الشبابيّة؟!
لم يكن ذلك (الشاب) عنيف الطبع، ولا شرس المعاملة، ولكنه كان حازماً نشِطاً يحمل في صدره (قلباً) يعشق الاجتماع والألفة (ويحترق) عند التباعد والفرقة! ولذلك كان هو أول مَنْ أسس (الخروج من الحيّ) في زمرٍ وجماعات! وهذا ما يسمى لدينا (البشكة)، فقد كان الشباب في ذلك الوقت مولعين بها أشدَّ الولع! و(لفهد) – هذا الرجل القياديّ – دورٌ مؤثِّرٌ في ذلك العشق وذلك التجمع في النزهات البرية والبحرية.
حتى إني أتذكر بعض اللقاءات الحميميّة والأمسيات الليليّة والتي يربو عدد أفرادها على (الخمسين) وهي لقاءات باسم (النادي) ويحفّها الحب والوئام ويحمل أصحابها روح التعاون والمساعدة فيما بينهم، فكانوا إذا ألمّت بأحدهم مُلمَّةٌ؛ فزعوا إليه كالرجل الواحد، وإذا استبشر أحدهم استبشر معه الجميع، وربما أقاموا له حفل ابتهاج وتكريم وما أكثر ما أقيمت أمثال هذه الحفلات المباركة والتي تدل على التكاتف والتعاون.
و(فهد) له قصب سبقٍ وقدمُ صدقٍ في هذا المضمار؛ فهو لا يملُّ من اللهاث خلف كل ما يدعو إلى الصفاء والمحبة!
.. وهو رئيس النادي وعمدة الشباب في ذلك الوقت يأمر فيطاع ومَنْ عصى أمره أذاقه (كمخانه)! ولا سيما صغار السن من أمثالي في تلك الحقبة الزمنية.. حيث كان (فهد) يعني لنا أباً وشمّاعةً نعلّق عليها الأعذار عند رجوعنا في ساعة متأخرة من الليل. والعجيب أنَّ آباءنا يطمئنون إليه ويثقون به ثقة كاملة وهو أهل لها.
أذكر أنّ أحد الشباب كان إذا رجع إلى منزله متأخراً قال لأبيه: كنت مع (فهد) و(مريزيق)!! فيهدأ الأب وتنتهي المشكلة!
.. (وفهد ومريزيق) وجهان لعملة واحدة: تُصْرَفُ في النادي وفي الجلسات الليليّة والتنزهات البريّة ! وقد اشتهر أحدهما (بالكمخان) والآخر (بالقرصة)! أعاذنا الله وإياكم من العاقبتين!
.. والحديث هنا عن فهد القائد المحنّك، والحكم العادل الذي إذا التقم الصافرة في مبارة كرة قدم أنصت له الجميع، واستمتع بقراراته الصارمة الجمهور واللاعبون!
.. في ذلك الزمن المشحون (بالكرة) الممتلئ (بالرياضة) كان فهد يعني لنا كلَّ شيء، القائد، والحكم، والمربي، والموجّه، والآن وفي هذا الزمن الذي كبر فيه الصبية، وتعددت اللقاءات، وكثرت زمر الشباب.. لم يعد (فهد) سوى شاب، مكتهل العمر، يجلس على عتبةٍ يراقب القوافل المتجهة إلى البر وينظر إلى حصاده الذي لم يجنِ منه إلا السهر والتعب!
.. فهد شمعةُ الشباب المحترقة، لم يبقَ منه سوى فتيلة منطفئة تشتعل حيناً، وتبرد في أكثر الأحيان!
لم يعد ذلك النشِط الذي إذا انتفض اهتز معه كلُّ شاب يحب الاجتماع والألفة، ولا ذلك المخيف الذي إذا غضب قوّس إصبعه الوسطى كمخلب الصقر! - هذا هو الكمخان الذي أشتهر به!-.
.. ( فهد ) أسطورةٌ قديمة نتغنّى بها إذا امتلأنا حنيناً إلى الماضي، وننساها في غمرة أفراح الحاضر وتطلّعات المستقبل!
.. لم يتبقَّ من (فهد) المؤسس الأول للبشكات في حارتنا القديمة سوى أطلالٍ على هيكل إنسان وذكريات قديمة تملأ القلب بهجة!.. لم يعد فهد سوى حلقة واحدة فقط من حارتنا القديمة!.
السبت أكتوبر 12, 2013 6:48 pm من طرف أبو مشاري
» شخصيات من الحي
الأحد أبريل 10, 2011 12:23 am من طرف زائر
» الشنقيطي يشرح بمسجد التنعيم
الإثنين أكتوبر 05, 2009 3:46 am من طرف ابو صبا
» منازل ايران قبل 700 سنة
الجمعة سبتمبر 04, 2009 6:18 am من طرف أبو مشاري
» رمضان شاهد لك او عليك
الخميس سبتمبر 03, 2009 10:52 am من طرف أبو مشاري
» حياة القلوب
الإثنين أغسطس 31, 2009 11:24 pm من طرف أبو مشاري
» اسئلة بدون مجاملة للواثقين فقط
الأربعاء أغسطس 26, 2009 1:58 am من طرف ابو صبا
» تحديد القبلة بالجوال .........راااااائع
الأحد أغسطس 16, 2009 8:45 am من طرف ابو صبا
» المصحف الشريف على شاشتك كأنك تلمسه
الأحد أغسطس 16, 2009 8:26 am من طرف ابو صبا