منتدى الرضوان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الرضوان

.

حكمة اليوم

بخفض الجانب  تأنس  النفوس
وبسعة خلق المرء يطيب عيشه

ابتسامة اليوم

قيل لأحد البخلاء  : من أشجع الناس ؟ فقال: من سمع و قع أضراس الناس على طعامه و لم تنشق مرارته

المواضيع الأخيرة

» من أحكام الأضحية
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالسبت أكتوبر 12, 2013 6:48 pm من طرف أبو مشاري

» شخصيات من الحي
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 12:23 am من طرف زائر

» الشنقيطي يشرح بمسجد التنعيم
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 05, 2009 3:46 am من طرف ابو صبا

» منازل ايران قبل 700 سنة
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 04, 2009 6:18 am من طرف أبو مشاري

» رمضان شاهد لك او عليك
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالخميس سبتمبر 03, 2009 10:52 am من طرف أبو مشاري

» حياة القلوب
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالإثنين أغسطس 31, 2009 11:24 pm من طرف أبو مشاري

» اسئلة بدون مجاملة للواثقين فقط
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 26, 2009 1:58 am من طرف ابو صبا

» تحديد القبلة بالجوال .........راااااائع
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2009 8:45 am من طرف ابو صبا

» المصحف الشريف على شاشتك كأنك تلمسه
حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2009 8:26 am من طرف ابو صبا

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

غرائب الصور

أوقات الصلوات بمكة المكرمة

عداد زوار منتدى الأبناء


    حارتنا القديمة : هدايا المسافر !

    أبو مشاري
    أبو مشاري
    عضو مهم
    عضو مهم


    عدد المساهمات : 216
    نقاط : 640
    تاريخ التسجيل : 17/04/2009

    حارتنا القديمة : هدايا المسافر ! Empty حارتنا القديمة : هدايا المسافر !

    مُساهمة من طرف أبو مشاري الجمعة مايو 15, 2009 8:14 pm

    هدايا المسافر

    كتب : سعود الصاعدي

    حارتنا القديمة كانت تحتضن أُناساً طيبين يشتاق بعضهم لبعض، ويتفقّد بعضهم بعضاً لأنهم – كما أسلفت سابقاً – متقاربون في المعيشة ولأنهم قليلو العدد ولذلك كان الجيرانُ يتبادلون التحايا والهدايا عند العودة من السفر، ولستُ أنسى تلك (السُّبح) أو (المسابح) التي يحضرها معهم القادمون من المدينة النبوية (والخواتم) الفضية التي تسعد مَنْ أُهديت له!

    كذلك لا أفقد تلك النشوة والقشعريرة التي تنتابني وأنا أركض (بحزمة النعناع المديني) ورائحته تسبقني إلى بيتنا.. ولا خرائط (المضير) القادم من البادية.. تلك الهدايا كانت نسيجاً محكماً ينسج علاقات المحبة والودّ بين أسر الحيّ القديم.. والمسافر عندما يعود إلى (الحارة) يحمل أشواقه مع هداياه وتحفه إلى حيث يقطن أبناء عمومته وأبناء حارته.. وليس من بيتٍ إلا وله نصيبٌ من تلك الهدايا والتحف..

    هكذا كانت حارتنا القديمة… يغيب المسافر فيشتاق له كل أهل الحيّ يسألون عن أخباره ويستبطئون عودته لأنهم متحابون وقلة ودائماً ما يتبع الحُبُّ القلة في العدد فإذا تكاثر الناس مزّقوا هذه الكلمة الصغيرة (الحُب) وتقاسموها فيما بينهم فانظر بما يظفر به كل أحد منهم واسأل نفسك أنت بم ظفرت؟!

    يغيب المسافر ثم يعود فيتفقّد أفراد الحيّ واحداً تلو الآخر…

    فهذا (عبد الله بن مرزوق) قادم معه (الجزر الأحمر).. وهؤلاء مجموعة من المسافرين يعودون في أيديهم (ميداليات منقوشة).

    أما اليوم.. فقد ضاع جزر عبد الله بن مرزوق.. وعاد المسافرون يحملون أمتعتهم مبعثرة لا تجد فيها إلاَّ قليلاً من الهدايا ولخاصة الخاصة! وربما عادوا وأيديهم خالية الوفاض! لا لشيء إلا لأن الدنيا ضاقت فصار العالم قرية صغيرة.. يسافر الرجل فيلحقه جاره ويتلُّه بسلك الهاتف حتى لو كان في بطن السباع.. فيعود بلا اشتياق لا يشعر برغبة اللقاء ولا ينام في صدره طائر الحُبّ لأنه يحسُّ ويشعر أنه قريب.. ومن ثم يبعد قلبه دون أنْ يتحسسه.. وهذه الهدايا بدأت الآن تتناقص شيئاً فشيئاً ولم تعد عودة المسافر تعني للجيران إلا زيادة سيارة في مواقف السيارات.. وضيق في مكان الشارع!!

    في حارتنا القديمة كنا تضطرب ونصاب بالوجل وتتملكنا الدهشة إذا قيل هذا قادم من الطائف! أو مغادرة إلى الطائف.. لا أعني أنه مجنون.. وإنما لأن الطائف كان بعيداً… بعيداً جداً… الطائف الله ما أكبرها! أما (أبها) فهي العنقاء بعينها! كنت أرى لها صوراً في كتاب المدرسة تتصدر نصاً شعرياً فأظن أنها خيالٌ أو أحاديث كتب.. لم أكن أتصور أو أتوقع أن أصل إلى هذه المدينة الحالمة المكللة بتيجان السحب والمعطرة بأنفاس المطر والورد!

    مضت الأيام فتمددت عروق حارتنا القديمة ونشقت على استحياءٍ من نسيم البهيتة العليل.. فاقتربنا من الطائف.. ها هو الآن الثعبان الأسود (طريق الكر) يلتف على الجبل ونحن نقفو أثره حتى صعدنا إلى السماء ورأينا الهدا.. ثم الشفا.. ها هم أولاد حارتنا يملؤون قارعة الطريق.. ما أكثر السيارات.. الوانيت يطل من خلف (غمارته) تيسٌ مربوط.. يتنفس الهواء الطلق ثم ينام نومته الأخيرة!! صغرت (البهيتة) في نفوسنا..

    وبدأنا نتطلّع إلى حيث نظن أنه من المستحيل..

    تُرى مَنْ يستطيع أن يقتحم هذا المستقبل المجهول فيعود لنا بغصنٍ رطب من (أبها) هذه المدينة التي يزعمون!!

    أتذكر أن أول من اقتحم هذا الباب المغلق وغامر بحياته زمرة من الشباب.. عادوا لنا مدهوشين أو لعلهم يصطنعون الدهشة فخراً وفرحاً.. يقولون ويصفون.. ثم توافدنا جميعاً إلى هذه المدينة الحالمة فوجدناها تمشّط صغائرها على قمم الجبال وتغتسل أمام الناس بماء المطر! وتنثر الورد على جنبات الطريق!

    عاد لنا من جديد اسم (البهيتة) فضحكنا ملء أشداقنا! ضحكنا كثيراً على هذا الاسم لأنه صار في نفوسنا المتقعّرة اسماً صغيراً وحقيراً.. ونسينا أنه أول اسم قبّل صدورنا بالنسيم وملأ أفئدتنا بالبهجة.. ولكنها عادة أبناء البادية الحفاة العراة يبدؤون ضعفاء فإذا ما ارتقوا تعاظموا!! وإذا ما حلقوا في السماء رأوا الناس صغاراً فظنوا أنهم أكبر الناس..

    ( البهيتة ) مسكينة هذه الأرض ترتعد فرائصها إذا ما ذُكرت عند أولئك الذين وصلوا إلى مدينة الضباب- لندن - أو إلى مدينة العطر- باريس - .. والأحق أن تكون الأولى مدينة الذباب والثانية مدينة العهر!.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:16 pm