حارتنا القديمة
على سفح جبل رضوان
كتب : سعود الصاعدي
أخي القارئ سأصحبك الآن في رحلة جبلية على سفح من سفوح جبال الحيِّ، وسأصعد بك على سفح الجبل الجنوبيّ للحيّ؛ ذلك السفح المنبسط خلف الجبل المخضرّ في زمن الربيع؛ وكأنَّه قد التحف برداءٍ أخضرَ ممتلئ بالزهور والنباتات الجبلية ذوات الروائح الشذيّة التي تعبق برائحة المطر.
كان الصبية الصغار عقب وقت المطر يعدُّون عُدَّة الرحلة الجبلية ويبدؤون في التخطيط لها وتوزيع الأعمال والمهام، فكل صبيّ مشترك في الرحلة لا بدَّ أن يحضر شيئاً من بيت أبيه يشارك به في الرحلة، ولأن الرحلة ترتكز على متطلبات الغذاء والغداء معاً؛ كانت القسمة توزَّع على الصبية بالتساوي؛ فأحدهم يتكفل بإحضار القدر، والآخر بالحطب، والثالث الكبريت، والرابع يأتي بالزيت، وخامس بالماء، وآخرون يقتسمون الملح والشاي والسكر وبقية الأدوات المتعلقة بالرحلة، ورُبَّما استخدم الصبية طريقة (طق الجليجل) في جلب بعض أغراض الرحلة الجبلية؛ وبيان هذه الطريقة: أن يذهبوا زمراً إلى البيوت وهم يضربون على حجرين أمام باب البيت منشدين بحداء الجليجل (طق الجليجل طقه عط الجليجل حقه)، ولا أدري ما سرُّ هذا الجليجل؟ ومَنْ هو؟! وما خبره؟ وما حقه إن كان له حقاً؟!.
وبهذه الطريقة وفور سماع الحداء يأخذ الصبية بعضاً مما يريدون من الملح أو السكر أو الرز، حسب ما يمليه كرمُ صاحبة الدار، وأذكر أنَّ إحدى النساء كانت لا تردُّ سائلاً منهم ولا يرجع الجليجل من بيتها خالي الوفاض.
ومن الرحلات الجبلية ما تكون أيضاً عقب هطول المطر للبحث عن النباتات والأعشاب الجبلية، فكان الأولاد الصغار يصعّدون في قمم الجبال وفي طريقهم يقتاتون من بعض النباتات، وكانوا يميِّزون بين النباتات الطيبة ذات الطعم الطيب والنبات الذي لا يستساغ طعمه، فمن النبات على سبيل المثال:
1 – الأخريط : وهو نبات جبليٌّ أخضر له ثمار صغار يشبهه، وتسمى (الجريَّات) تقشَّرُ ويؤكل ما بداخلها.
2 – العتير : وهو نبات طيب الطعم أيضاً، نادر الوجود.
3 – الحُمَّيْض : وهو نبات مثله لكنَّه طيب الطعم فيه حموضة لذيذة؛ ولذا سمي الحُمَّيْض.
4 – السنا : جمع سناة؛ وهو نبات معروف مرُّ الطعم يستخدم للعلاج، ولكن له ثمرات تسمى (العشرق) لذيذة الطعم، عبارة عن ورقة نباتيّة بداخلها حبوب صغيرة طيبة المذاق.
5 – ومنها (قرص الغراب) : وهو نبات ملتصق بالأرض يشبه الرغيف لكنَّه لا يؤكل.
6 – ومنها (اللِّصّيْق) : وهو يشبه "الحُمَّيْض" ولكنه لا يؤكل، ويلتصق بالأيدي؛ ولذا سمي (اللصيق).
ومن المجالس والأماكن التي يرتادونها الصبيان في رحلاتهم الجبلية:
(مجلس أبو حمدان)؛ وهو مكان شهير في صدر "جبل مبارك" مطلٌّ على جميع أنحاء الحيّ؛ يرى مَنْ فيه كلَّ ما تحته، ويبصر الرائي من مكانه الحيَّ بحجم الكفّ، والبيوت بحجم اللعب الصغيرة والأحجار المرصوصة على جانبين، كما يبصر السيارات كاللعب الصغيرة.
ومنها : (عرق أبو باشه)؛ وهو مجلس قديم في شمال "جبل مبارك" قريب من الأرض قد وصلته البيوت الآن وأخفته، بل وطمست معالمه.
ومنها : (مجلس أبو القهاوي)؛ وهو أحدثها، ولكنه مكان جميل ومظلَّل، وبداخله صخور مجوَّفة تحمي مَنْ بداخلها من البرد والمطر ووهج الشمس.
على سفح جبل رضوان
كتب : سعود الصاعدي
أخي القارئ سأصحبك الآن في رحلة جبلية على سفح من سفوح جبال الحيِّ، وسأصعد بك على سفح الجبل الجنوبيّ للحيّ؛ ذلك السفح المنبسط خلف الجبل المخضرّ في زمن الربيع؛ وكأنَّه قد التحف برداءٍ أخضرَ ممتلئ بالزهور والنباتات الجبلية ذوات الروائح الشذيّة التي تعبق برائحة المطر.
كان الصبية الصغار عقب وقت المطر يعدُّون عُدَّة الرحلة الجبلية ويبدؤون في التخطيط لها وتوزيع الأعمال والمهام، فكل صبيّ مشترك في الرحلة لا بدَّ أن يحضر شيئاً من بيت أبيه يشارك به في الرحلة، ولأن الرحلة ترتكز على متطلبات الغذاء والغداء معاً؛ كانت القسمة توزَّع على الصبية بالتساوي؛ فأحدهم يتكفل بإحضار القدر، والآخر بالحطب، والثالث الكبريت، والرابع يأتي بالزيت، وخامس بالماء، وآخرون يقتسمون الملح والشاي والسكر وبقية الأدوات المتعلقة بالرحلة، ورُبَّما استخدم الصبية طريقة (طق الجليجل) في جلب بعض أغراض الرحلة الجبلية؛ وبيان هذه الطريقة: أن يذهبوا زمراً إلى البيوت وهم يضربون على حجرين أمام باب البيت منشدين بحداء الجليجل (طق الجليجل طقه عط الجليجل حقه)، ولا أدري ما سرُّ هذا الجليجل؟ ومَنْ هو؟! وما خبره؟ وما حقه إن كان له حقاً؟!.
وبهذه الطريقة وفور سماع الحداء يأخذ الصبية بعضاً مما يريدون من الملح أو السكر أو الرز، حسب ما يمليه كرمُ صاحبة الدار، وأذكر أنَّ إحدى النساء كانت لا تردُّ سائلاً منهم ولا يرجع الجليجل من بيتها خالي الوفاض.
ومن الرحلات الجبلية ما تكون أيضاً عقب هطول المطر للبحث عن النباتات والأعشاب الجبلية، فكان الأولاد الصغار يصعّدون في قمم الجبال وفي طريقهم يقتاتون من بعض النباتات، وكانوا يميِّزون بين النباتات الطيبة ذات الطعم الطيب والنبات الذي لا يستساغ طعمه، فمن النبات على سبيل المثال:
1 – الأخريط : وهو نبات جبليٌّ أخضر له ثمار صغار يشبهه، وتسمى (الجريَّات) تقشَّرُ ويؤكل ما بداخلها.
2 – العتير : وهو نبات طيب الطعم أيضاً، نادر الوجود.
3 – الحُمَّيْض : وهو نبات مثله لكنَّه طيب الطعم فيه حموضة لذيذة؛ ولذا سمي الحُمَّيْض.
4 – السنا : جمع سناة؛ وهو نبات معروف مرُّ الطعم يستخدم للعلاج، ولكن له ثمرات تسمى (العشرق) لذيذة الطعم، عبارة عن ورقة نباتيّة بداخلها حبوب صغيرة طيبة المذاق.
5 – ومنها (قرص الغراب) : وهو نبات ملتصق بالأرض يشبه الرغيف لكنَّه لا يؤكل.
6 – ومنها (اللِّصّيْق) : وهو يشبه "الحُمَّيْض" ولكنه لا يؤكل، ويلتصق بالأيدي؛ ولذا سمي (اللصيق).
ومن المجالس والأماكن التي يرتادونها الصبيان في رحلاتهم الجبلية:
(مجلس أبو حمدان)؛ وهو مكان شهير في صدر "جبل مبارك" مطلٌّ على جميع أنحاء الحيّ؛ يرى مَنْ فيه كلَّ ما تحته، ويبصر الرائي من مكانه الحيَّ بحجم الكفّ، والبيوت بحجم اللعب الصغيرة والأحجار المرصوصة على جانبين، كما يبصر السيارات كاللعب الصغيرة.
ومنها : (عرق أبو باشه)؛ وهو مجلس قديم في شمال "جبل مبارك" قريب من الأرض قد وصلته البيوت الآن وأخفته، بل وطمست معالمه.
ومنها : (مجلس أبو القهاوي)؛ وهو أحدثها، ولكنه مكان جميل ومظلَّل، وبداخله صخور مجوَّفة تحمي مَنْ بداخلها من البرد والمطر ووهج الشمس.
السبت أكتوبر 12, 2013 6:48 pm من طرف أبو مشاري
» شخصيات من الحي
الأحد أبريل 10, 2011 12:23 am من طرف زائر
» الشنقيطي يشرح بمسجد التنعيم
الإثنين أكتوبر 05, 2009 3:46 am من طرف ابو صبا
» منازل ايران قبل 700 سنة
الجمعة سبتمبر 04, 2009 6:18 am من طرف أبو مشاري
» رمضان شاهد لك او عليك
الخميس سبتمبر 03, 2009 10:52 am من طرف أبو مشاري
» حياة القلوب
الإثنين أغسطس 31, 2009 11:24 pm من طرف أبو مشاري
» اسئلة بدون مجاملة للواثقين فقط
الأربعاء أغسطس 26, 2009 1:58 am من طرف ابو صبا
» تحديد القبلة بالجوال .........راااااائع
الأحد أغسطس 16, 2009 8:45 am من طرف ابو صبا
» المصحف الشريف على شاشتك كأنك تلمسه
الأحد أغسطس 16, 2009 8:26 am من طرف ابو صبا