منتدى الرضوان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الرضوان

.

حكمة اليوم

بخفض الجانب  تأنس  النفوس
وبسعة خلق المرء يطيب عيشه

ابتسامة اليوم

قيل لأحد البخلاء  : من أشجع الناس ؟ فقال: من سمع و قع أضراس الناس على طعامه و لم تنشق مرارته

المواضيع الأخيرة

» من أحكام الأضحية
مشروع Icon_minitimeالسبت أكتوبر 12, 2013 6:48 pm من طرف أبو مشاري

» شخصيات من الحي
مشروع Icon_minitimeالأحد أبريل 10, 2011 12:23 am من طرف زائر

» الشنقيطي يشرح بمسجد التنعيم
مشروع Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 05, 2009 3:46 am من طرف ابو صبا

» منازل ايران قبل 700 سنة
مشروع Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 04, 2009 6:18 am من طرف أبو مشاري

» رمضان شاهد لك او عليك
مشروع Icon_minitimeالخميس سبتمبر 03, 2009 10:52 am من طرف أبو مشاري

» حياة القلوب
مشروع Icon_minitimeالإثنين أغسطس 31, 2009 11:24 pm من طرف أبو مشاري

» اسئلة بدون مجاملة للواثقين فقط
مشروع Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 26, 2009 1:58 am من طرف ابو صبا

» تحديد القبلة بالجوال .........راااااائع
مشروع Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2009 8:45 am من طرف ابو صبا

» المصحف الشريف على شاشتك كأنك تلمسه
مشروع Icon_minitimeالأحد أغسطس 16, 2009 8:26 am من طرف ابو صبا

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى

غرائب الصور

أوقات الصلوات بمكة المكرمة

عداد زوار منتدى الأبناء


    مشروع

    أبو مشاري
    أبو مشاري
    عضو مهم
    عضو مهم


    عدد المساهمات : 216
    نقاط : 640
    تاريخ التسجيل : 17/04/2009

    مشروع Empty مشروع

    مُساهمة من طرف أبو مشاري الأربعاء مايو 06, 2009 10:58 pm

    حارتنا القديمة

    ( مشروع )

    كتب : سعود الصاعدي

    لم يكن يخطر في خلد رجلٍ قد بلغ من الفكر ما بلغ – ذلك المشروع الهائل الذي تكاتف عليه الصبية بالسواعد الغضة – فضلاً عن أنْ يرد في خلد صبيٍّ لم يَرَ المشاريع الضخمة ولكنَّه سمع عنها.

    ومن هذه المشاريع مشروع طريق مكة الهدا مرتفعات كرا وتلك الطرق الملتوية على جبل الهدا كالتواء الصل الأسود على جسدٍ ضخمٍ يريد أنْ يلتهمه.

    ولأنَّ الصبيان يقلّدون الكبار في كل شيء؛ في حركاتهم وسكناتهم في ذهابهم وإيابهم في سياراتهم والطرق التي تسير عليها تلك السيارات؛ فقد اهتدوا إلى إنشاء طريقٍ متعرِّج ملتفٍّ على سفح جبلٍ منبسط في جبال رضوان؛ فكان ذلك المشروع فبدأت الأيدي تحمل التراب والأقدام تسير به إلى حيثُ يريد حامله وهكذا كل صبيّ يعمل دون النظر للآخر كمملكة النحل، في نشاطٍ لا يكل، وعملٍ دؤوب متواصل، حتى تمَّ المشروع، وكانت الحفر على سفح الجبل هي مقرُّهم وهي المكان الذي ينقلون منه التراب الناعم بسياراتهم الصغيرة التي يسيرون بها على ذلك الطريق الذي يصل الحي بالجبل والجبل بالحي في شبكةٍ من الخطوط الملتوية والمتعرجة .

    فكان الصبية يشعرون بالفرحة وتغمرهم وهم فوق سفح الجبل مع إطلالة الصباح المشرق، ومع عبق التراب وهو يتطاير على رؤوسهم ووجوههم ومع النسمة الباردة في ذلك الصباح الجميل وهم يحفرون ويدفنون بلا هدفٍ وبلا أجر من شكر أو مال، وإنَّما هدفهم وأجرهم تلك المتعة التي يجدونها وهم يغدون مبكرين ويعودون منهمكين من التعب قد اشتاقت أجسادهم الصغيرة لمضاجعها وداعب النوم أجفانهم التي ما تلبث أن تسدل أستارها على العيون ليغطَّ كل صبيٍّ في منام هادئ على فراش وثير ولو كان من الحصير! لأنَّها نومةٌ جاءت بعد كدٍ وتعب وفي هواء طلْق يمتلئ به فناء الدار (الحوش).

    وهكذا كانت الحياة (في حارتنا القديمة) لا تعرف السهر والأرق ولا الصخب والضجيج؛ إذ كان الليل هادئاً لا تسمر فيه إلا النجوم وكأنَّها تحرس الحيّ بأمرٍ من الله سبحانه، ولا تسمع صوتاً إلا نباح الكلاب يشق أحياناً صمت ذلك الليل، فما أكثر ما نسمع من نباحٍ هذه الأيام!!

    ولقد كان الطفل بل الشاب لا يقاوم عينه وهو يدفعها إلى السهر لترى شيئاً مما يعرضه هذا التلفاز الذي أطلَّ إطلالة مسكينٍ حتى صار في زمننا هذا يحدِّقُ تحديقة المتغطرس الجبار والمتفيهق الثرثار، فرحم الله الشاعر القائل : ومعظم النار من مستصغر الشرر ! .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:32 pm